ما الحقل الأعلى فرصة للقبول الجامعي توجيهي 2008 ؟

هل يتجه الطلبة نحو الحقل الأعلى فرصة في القبول الجامعي والأكثر طلباً في سوق العمل ام نحو الحقل الأكثر سهولة؟

لنقرأ الأرقام – التي توضح نسب اختيار طلبة جيل 2008 للحقول الأكاديمية- أولاً ثم نجيب عن السؤال..

الحقول العلمية

الحقل الصحي 44%

الحقل الهندسي 7%

حقل العلوم والتكنولوجيا 11%

الحقول الادبية

حقل اللغات والعلوم الاجتماعية 9%

حقل القانون والعلوم الشرعية 26%

حقل الأعمال 3%

نلاحظ من خلال الأرقام أن أغلب الطلبة ذوي الميول العلمية يتجهون نحو الحقل الصحي وهو الحقل العلمي الوحيد الذي لا يشترط مادة الرياضيات كمادة وزارية. بينما يتجه غالبة الطلبة ذوي الميول الادبية نحو حقل القانون والعلوم الشرعية وهو الحقل الأدبي الوحيد الذي لا يتضمن مادة اللغة الانجليزية.

كذلك نلاحظ إن اقل الحقول العلمية نسبة هو الحقل الهندسي وذلك لتضمنه مادتي الفيزياء والرياضيات، بينما اقل الحقول الادبية نسبة هو حقل الأعمال وذلك لتضمنه مادة رياضيات الأعمال إضافة للغة الانجليزية.

من خلال قراءة الأرقام يتضح أن غالبية الطلبة يتجهون نحو الحقول الأكثر سهولة بغض النظر عن فرص القبول الجامعي وهذا يؤكد دور المعلمين في ارشاد الطلبة.

السؤال الأهم: ما هو الحقل الأعلى فرصة بالقبول الجامعي؟

الجواب..

أولاً: في الحقول العلمية الحقل الهندسي يعتبر الأكثر فرصة في القبول الجامعي.

وهذا رأي شخصي معتمد على تحليل الأرقام والبيانات

التفسير..

✔ من ناحية اعداد الناجحين

الحقل الهندسي هو اقل نسبة اختيار من الطلبة وهذا يعني عدد أقل من المتقدمين للتخصصات، فلو افترضنا ان عدد الطلبة الناجحين في التوجيهي 100,000 فإن نسبة طلاب الحقل الهندسي يقارب 7000 طالب.

هذه أرقام تقديرية، فلا يشترط أن يكون عدد الناجحين 7% نفس عدد المسجلين لكنها أرقام مقبولة كأرقام تقديرية

مقابل عدد الناجحين في الحقل الصحي الذي قد يصل إلى 40,000

إذاً من ناحية الاعداد فطلبة الحقل الهندسي اقل بكثير من طلبة الحقل الصحي وأقل قليلا من طلبة حقل العلوم والتكنولوجيا.

✔ من ناحية التخصصات المتاحة للتنافس

يتميز الحقل الهندسي بالدمج تلقائياً مع حقل العلوم والتكنولوجيا، لذا فطالب الحقل الهندسي ينافس على تخصصات حقلين معاً والتي تقارب 55 تخصص. بينما ينافس طلبة الحقل الصحي – في حال عدم الدمج – على تخصصات الحقل الصحي فقط والتي تقارب 20 تخصص. وينافس طلبة حقل العلوم والتكنولوجيا في حال عدم الدمج على تخصصات حقل العلوم والتكنولوجيا فقط والتي تقارب 35 تخصص.

أي أن الحقل الهندسي عدد طلبة قليل سينافس على تخصصات اكثر. وهذا يفسر أن فرصة طلبة الحقل الهندسي هي الأعلى في القبول الجامعي.

لكن يبقى السؤال.. هل هذه التخصصات مطلوبة أم راكدة في سوق العمل؟

هذا السؤال يحتاج لدراسة شاملة ورسمية. وهي ليست متوفرة الآن.

بمعنى أدق لا يمكن الحكم على فرصة القبول الجامعي من خلال الأرقام فقط بل يجب أن نسأل فيما اذا كانت تخصصات الهندسة او العلوم مطلوبة ام لا في سوق العمل. لذا فما ورد يعتبر تحليل مبدئي غير كافي لكنه يعطي مؤشر جيد للطالب.

تبقى نقطة مهمة جداً وهي الدمج !!

هل يؤثر الدمج على فرصة القبول الجامعي؟

نعم، بكل تأكيد.. ففي حال دمج حقلين معاً ستتحسن فرصة القبول الجامعي

هذا الأمر لا ينطبق على طالب بعينه، وإنما على مجمل الطلبة. فمثلا طالب حصل على معدل 99% ستكون فرصته بالقبول الجامعي مرتفعة جدا سواء دمج ام لم يدمج، بل أن فرصته قد تقل في حال الدمج بسبب احتمالية انخفاض المعدل بسبب صعوبة المواد.

كذلك، فإن القبول الجامعي والحصول على مقعد جامعي لا يعني بالضرورة الحصول على فرصة عمل.

ثانياً: في الحقول الادبية (أو الانسانية)، قد يكون حقل الأعمال وحقل اللغات والعلوم الاجتماعية الأعلى فرصة في القبول الجامعي..

وذلك لأن نسبة المسجلين في الحقل 3% فقط وهذه نسبة ضئيلة جدا. ونسبة المسجلين في حقل اللغات 9%

مع الاخذ بعين الاعتبار أن تخصصات حقل اللغات أكبر بكثير من تخصصات حقل الأعمال، لذا تكاد تكون فرصة القبول متقاربة بين الحقلين. إلا أن مجالات عمل حقل الأعمال يغلب عليها القطاع الخاص بينما تخصصات حقل اللغات والعلوم الاجتماعية يغلب عليها القطاع العام.

الخلاصة: إذا كنت تبحث عن قبول جامعي فالنسب في الحقول العلمية تشير إلى أن الحقل الهندسي ثم حقل العلوم والتكنولوجيا هي الاقل نسبة من ناحية أعداد الطلبة، إلا أن الحقل الهندسي أعلى فرصة قبول لأنه يدمج حقلين بشكل تلقائي. بينما تشير النسب في الحقول الأدبية إلى أن حقل الأعمال ثم حقل اللغات هي الأعلى فرصة في القبول الجامعي. وفي حال الدمج تزداد فرص القبولات الجامعية.

ما ورد في هذا المقال عبارة عن دراسة تحليلية استرشادية، اعتمدت معيارين أساسيين وهما اعداد الطلبة المسجلين في الحقول وعدد التخصصات المتاحة. لكنها لم تبحث في بقية المعايير مثل التخصصات المطلوبة والراكدة وصعوبة مواد كل حقل وغير ذلك. لذا لا يمكن الاعتماد على الدراسة بشكل كامل لكن يمكن الاسترشاد بها ثم البحث اكثر في بقية العوامل

ونذكّر أنه يسمح للطلبة خلال أول اسبوعين من الدوام بتغيير الحقول لذا قد تتغير النسب التي بُنيت عليها الدراسة.

وفي النهاية، أنصح الطالب بالتوجه حسب رغبته وفرصة القبول الجامعي، وليس حسب المواد الأسهل. وأن يستفيد من الدمج إن أمكن ذلك فهو يزيد من فرص القبول الجامعي.